الخميس، 15 ديسمبر 2016

مهارة الدافعية

 





إثارة دافعية التلميذات للتعلم

# مقدمة :
     هل تأمل في استثارة دافعية متعلميك للتعلم الذاتي ؟ بنفس الطرق التي أُثيرت بها دوافعك من قبل من معظم معلميك :
ـ بالتهديد بإعطائهم درجات ضعيفة ؟
ـ بتذكيرهم بأن كل مرحلة تعليمية تالية لا تقبل إلا ذوي الدرجات العالية ؟
ـ بإخبارهم بأن من لا يتبع تعليماتك لن يحظ بودك ؟
ـ باستخدام السخرية والعقاب ؟
ـ بالدرجات ؟

     إذا كانت إجابتك على هذا السؤال بالإيجاب، فليس ثمة ما يدعوا لحضور هذه المحاضرة، لأنها تتعارض مع أهدافك . إما إذا كانت إجابتك عليه بالنفي ولكنك لا تعرف ما هي الدافعية ؟ وما أنواعها ؟ وكيف يمكن استثارتها بحيث تساهم في تنمية الميل للتعلم الذاتي ومواصلته مدى الحياة ؟ فاستمر في هذه المحاضرة .

     لعلنا متفقون في أن كثيراً من مشكلات العملية التعليمية ترجع إلى انعدام أو انخفاض دافعية التعلم لدى المتعلمين . والدافعية كالطقس كل فرد يتحدث عنه ولكن لا يعمل أحد على تغييره . والمتعلمون يبررون فشلهم بالقول : بأن المعلم لم يحثهم على التعلم، ونحن كمعلمين نلقي اللوم على المتعلم قائلين بأنه كسول وخامل ومُرفّه، وقد نبرر تفوق متعلم آخر بأنه غير مُرفّه أو مُحتاج لأن يتعلم ليكون له مستقبل مرموق، ولو سألنا هذا المتعلم قد نجده لا يعي ما المقصود بالمستقبل المرموق أصلاً 

# ما الدافعية ؟
     هي مجموعة المشاعر التي تدفع المتعلم إلى الانخراط في نشاطات التعلم التي تؤدي إلى بلوغه الأهداف المنشودة . وهي ضرورة أساسية لحدوث التعلم، بدونها لا يحدث التعلم .

     يمكننا أن نميز بين نوعين من الدافعية للتعلم بحسب مصدر استثارتها : هما الدوافع الخارجية والدوافع الداخلية .

     " الدافعية الخارجية " : هي التي يكون مصدرها خارجياً كالمعلم، أو إدارة المدرسة، أو أولياء الأمور، أو حتى الأقران .
     فقد يُقبِل المتعلم على التعلم سعياً وراء رضاء المعلم أو لكسب إعجابه وتشجيعه والحصول على الجوائز المادية أو المعنوية التي يقدمها .
     أو قد يُقبِل المتعلم على التعلم إرضاءً لوالديه وكسب حبهما وتقديرهما لإنجازاته، أو للحصول على تشجيع مادي أو معنوي منهما .
     وقد تكون إدارة المدرسة مصدراً آخراً للدافعية بما تقدمه من حوافز مادية ومعنوية للمتعلم .
     ويمكن أن يكون الأقران مصدراً لهذه الدافعية فيما يبدونه من إعجاب أو حتى حسد لزميلهم .

     " أما الدافعية الداخلية " فهي التي يكون مصدرها المتعلم نفسه، حيث يُقدِم على التعلم مدفوعاً برغبة داخلية لإرضاء ذاته، وسعياً وراء الشعور بمتعة التعلم، وكسب المعارف والمهارات التي يحبها ويميل إليها لما لها من أهمية بالنسبة له . 

ولذلك تعتبر الدافعية الداخلية شرطاً ضرورياً للتعلم الذاتي والتعلم مدى الحياة

     وتؤكد التربية الحديثة على أهمية نقل دافعية التعلم من المستوى الخارجي إلى المستوى الداخلي، مع مراعاة تعليم المتعلم كيفية التعلم وذلك منذ نعومة أظفاره، في دور الحضانة ورياض الأطفال .

     في هذه الحالة يكون بمقدوره الاستمرار في التعلم الذاتي في المجالات التي تطورت لديه الاهتمامات والميول نحوها، مما يدفعه إلى مواصلة التعلم فيها مدى الحياة . ويجدر بنا أن نتذكر أن معلماً يفتقد إلى الدافعية في تعليمه لا يستطيع بث الدافعية للتعلم في نفوس متعلميه، فكما يقولون " فاقد الشيء لا يعطيه " .

     ما سبق يعني أن البداية في استثارة الدافعية تكون ذات مصدر خارجي، ومع التقدم في العمر والمرحلة الدراسية، وتبلور الاهتمامات والميول، يمكن للمتعلم أن ينتقل إلى المستوى الذي تكون فيه الدافعية للتعلم داخلية . فالدافعية الخارجية تبقى ما دامت الحوافز موجودة، أما الداخلية فتدوم مع الفرد مدى حياته .

# كيف تستثير دوافع المتعلمين للتعلم ؟
     ليس هناك من طريقة واحدة لاستثارة دافعية المتعلم للتعلم، ومن المسلم به أن ما يثير متعلماً ما ويدفعه للتعلم قد يختلف بشكل جوهري عما يثير آخر، كما أن إثارة دافعية المتعلم للتعلم تعتمد على طبيعة مادة التعلم . 

     ومن هنا يتضح ضرورة تمكن المعلم من مهارة القدرة على استثارة دوافع المتعلم باختيار المثير أو الحافز المناسب الذي يتمتع بالقدرة على إثارة دافعية المتعلم للتعلم .

1 - أول الطرق لاستثارة دافعية المتعلمين للتعلم، أن نبحث عن حاجاتهم الفردية ونخطط لإشباعها، فكل تلميذ مدفوع نحو هدف معين، وينبغي عليك كمعلم أن تحدد هذا الهدف، وأن تتوصل إلى دافع يوجهه نحو الإتقان العلمي، وإليك بعض الأساليب المستخدمة في التعرف على الأنشطة التي يميل المتعلم لممارستها أو لتجنبها :

@ مثال :
     هناك أنشطة معينة يستمتع بها كل منا، حدد أحد الأنشطة التي تحبها، ثم اذكر أربع طرق يستطيع أي ملاحظ لسلوكك أن يدرك بواسطتها أنك تستمتع فعلاً بهذا النشاط :
1  اسم النشاط :
2  السلوكيات التي تُظهِر أنك تستمتع بهذا النشاط :

أ - ----------------------------------------------------------------

ب - ---------------------------------------------------------------
ج - ---------------------------------------------------------------
د  - ---------------------------------------------------------------

     وهناك أيضاً أنشطة لا تميل إليها، حدد نشاطاً واحداً منها، ثم اذكر أربعة سلوكيات، من يلاحظها يدرك أنك لا تستمتع بهذا النشاط :
1  اسم النشاط :
2  السلوكيات التي تُظهِر أنك تستمتع بهذا النشاط :

أ - ----------------------------------------------------------------

ب - ---------------------------------------------------------------
ج - ---------------------------------------------------------------
د  - ---------------------------------------------------------------

     وقد نصيغ المثال السابق بطريقة أخرى كأن نعطي المتعلم استبانة مكتوب فيها مجموعة من أهم الأنشطة التي يمارسها المتعلمون في مثل سنه، ونطلب منه أن يختار أحد اختيارات أربعة مقابلة لهذه الأنشطة مثل : ممتع، منفر، لا أدري (حيادي)، ممتع ومنفر في آن واحد (ثنائية وجدانية) .

     وإليك مُختصراً لأحد تصنيفات الحاجات النفسية لدى المتعلمين الذي يمكن أن يساعدك في تحديد حاجات تلاميذك، ومن ثم القدرة على البدء في اختيار مثيرات دوافعهم، وهو تصنيف موراي Murray للحاجات والأنماط السلوكية الدالة عليها :


الأنماط السلوكية الدالة عليها
الحاجة
- يبحث عن المواقف التنافسية ويستجيب لها بصورة إيجابية، يتصدى للأعمال الصعبة والتي تتحداه، يضع لنفسه أهدافاً عالية المستوى ويبذل مجهوداً كبيراً لتحقيقها.
- الإنجاز (الكفاءة)
- طاقة زائدة : يجري، يقفز، يفك الأشياء لكي يعيد تركيبها، يضحك ويمرح كثيراً .
- النشاط (اللعب)
- يقترب من الآخرين، يبقى معهم، يُظهر التعاون والحب، يسارع إلى توجيه التحية وإلى مشاركة الآخرين، مستعد لتزويد الآخرين بالمعلومات، ولتبادل القصص والمشاعر .
- التواد (الانتماء)
- يتحدى السلطة والقواعد والقوانين والروتين المحدد، يرفض التوجيه والإرشاد، يطالب بحرية الكلمة، يتحمل المسئولية، يعمل لفترات طويلة بمفرده .
- استقلال الذات
- يساير رغبات من يحتلون مناصب عالية، يقترب من الرؤساء ويلاحظهم، وينصت إليهم ويصفق لهم، يمتدح الآخرين يطلب النصيحة من رؤسائه.
- الخضوع (عكس السيطرة)
- يعرض وجهة نظره بحماس، يُنظم الآخرين ويوجههم ويحاكمهم ويهاجمهم ويعاقبهم، يسيطر على الآخرين بالإيحاء أو الإقناع أو الأمر .
- السيطرة (السلطة)
- يتحدث كثيراً، يحكي قصصاً ويرتدي ملابس غير مألوفة، يستخدم حركات درامية ولغة مبالغ فيها وملفتة .
- الاستعراض
- يقدم العطف والمعونة للأصغر منه، والمحتاجين، يسخط حينما يُعامل الأصغر منه بجفاء أو بإهانة .
- العطف
- يلعب مع الجنس الآخر ويعمل معه، ويستبعد الطرف الثالث إذا وُجد، قد يُنفق قدراً غير عادي من الوقت في التخيل وأحلام اليقظة .
- الجنس
- يطرح أسئلة ويجيب عنها، يقرأ، يفحص، يستكشف، يؤكد العقل والمنطق والدقة، يجادل الآخرين .
- الفهم

     ولنحاول الآن أن نتدرب على عملية استنتاج الحاجات النفسية للمتعلمين من واقع تعبيراتهم اللفظية .

     فيما يلي مجموعة من الاستجابات اللفظية التي صدرت عن بعض تلاميذ الصف إجابة على السؤال : " ما رأيك في المدرسة ؟ "، ومن خلال دراستك للجدول السابق حاول التعرف على الحاجة التي توحي بها العبارة :

1  " المدرسة بها عمل كثير، وأنا لا أُحب المدرسة ولا المعلمين . اليوم المدرسي طويل جداً، والفرصة ليست كافية . إنك لا تستطيع أن تزاول أي نشاط لأنه لا توجد أدوات تُمكنك من ذلك " .

2  " أنا أُحب المدرسة، لأني لا أُريد أن أبقى في المنزل طوال اليوم . أُحب أن أكون مع أصدقائي . لا أُحب العمل، ولكن لا بأس من القيام به . أُفضل العمل على أن أظل في المنزل بدون عمل " .

3  " أُحب المدرسة أحياناً . ولكن هناك أشياء أخرى أُحبها أكثر من المدرسة . أُحب المدرسة عندما لا يكون المعلمون " ثقيلي الظل " . أحب أن يساعدني المعلمون إذا واجهتني صعوبة . بعض الكتب لا تزودني بما أرغب في معرفته " .

4  المدرسة أفضل شيء في حياتي، وعندما أكبر سأفخر بأنني قد تعلمت . أستمتع ببعض المواد الدراسية ولا أستمتع ببعضها الآخر، وسوف يساعدني ذلك عندما أكبر وأُريد الحصول على عمل . إن الذهاب للمدرسة أفضل من البقاء في المنزل ومن الذهاب للسينما . إني سعيد جداً لأني تلميذ في المدرسة " .

5  " المدرسة ؟!.. طبعاً لا أُحبها، وسأبين السبب.إن المعلمين غريبو الأطوار، فأحياناً تكون جالساً مندمجاً في العمل، وكل شيء على ما يرام وفجأة تنهال صفعة على وجهك. إذا زُودت المدرسة بصالة للألعاب الرياضية فإننا سنكون أكثر سعادة . فسوف يكون لدينا وقت للعب الكرة، وممارسة أنشطة أخرى . ولهذا لا أُحب هذه المدرسة اللعينة " .

     قد تلاحظ أن بعض الأوصاف السابقة لا تتسق مع أي حاجة من الحاجات النفسية، كما أن بعض ما يقوله المتعلمون قد لا يكون تعبيراً واضحاً عن حاجة محددة، وعلى أية حال قارن إجابتك بالإجابات التالية التي اتفق عليها عدد من المحللين :
1  ؟ (لا يوجد اتفاق على الحاجة) .          2  تواد .
3  فهم .                                     4  خضوع .
5  استقلال ذات  نشاط .

     والآن وبعد أن عرفت الحاجات النفسية لتلاميذك، عليك أن تكتب قائمة ببعض الأنشطة التعليمية التعلمية التي تعتقد أنها مصدر إشباع وتشويق وإثارة لدافعية كل متعلم :

الأنشطة التعليمية التعلمية المقترحة
الحاجة

م


؟

1


تواد

2


فهم

3


خضوع

4


استقلال ذات  نشاط

5


2 - ثاني المراحل لاستثارة دافعية المتعلمين للتعلم، إثارة فضول المتعلمين وحب الاستطلاع لديهم : ويتم ذلك من خلال تعدد النشاطات مثل طرح الأسئلة المثيرة للتفكير، أو لفت انتباههم إلى التناقض بين المعلومات، أو عرض موقف غامض عليهم، أو تشكيكهم فيما يعرفون وبيان أنهم بحاجة لمعلومات مكملة لما لديهم .

@ أمثلة :
ـ ما الذي يجعل الشمس تغيب أحياناً في الشتاء وتظهر أحياناً في نفس اليوم ؟
ـ كيف تسمع صوتي وأسمع صوتك ؟

     وفيما يلي أساليب عدة لإثارة الدافعية لدى المتعلمين :
- إعطاء الحوافز المادية مثل الدرجات أو قطعة حلوى أو قلماً أو بالونة أو وساماً من القماش، والمعنوية مثل المدح أو الثناء أو الوضع على لوحة الشرف أو تكليفه بإلقاء كلمة صباحية، وبالطبع تعتمد نوعية الحوافز على عمر المتعلم ومستواه العقلي والبيئة الاجتماعية والاقتصادية له، وفي كل الحالات يُفضل ألا يعتاد المتعلم على الحافز المادي.

- توظيف منجزات العلم التكنولوجية في إثارة فضول وتشويق المتعلم، كمساعدته على التعلم من خلال اللعب المنظم، أو التعامل مع أجهزة الكمبيوتر، فهي أساليب تساهم كثيراً في زيادة الدافعية للتعلم ومواصلته لأقصى ما تسمح به قدرات المتعلم، مع تنمية قدرات التعلم الذاتي وتحمل مسئولية عملية التعلم، وتنمية الاستقلالية في التعلم .

- التأكيد على أهمية الموضوع بالنسبة للمجال الدراسي : كأن نقول درسنا اليوم عن عملية الجمع، وهي عملية مهمة في حياتكم فلن تعرف عدد أقلامك، وكتبك واخوتك وأصدقاءك، والزهور التي في الحديقة إلا إذا فهمتها، لذلك انتبهوا جيداً لهذا الموضوع أثناء الدراسة، وتأكدوا أنكم استوعبتموه جيداً .

- التأكيد على ارتباط موضوع الدرس بغيره من الموضوعات الدراسية مثل التأكيد على أهمية فهم عملية الجمع لفهم عملية الطرح التي سندرسها فيما بعد، أو فهم قواعد اللغة حتى نكتب بلغة سليمة في كل العلوم فيما بعد .

 التأكيد على أهمية موضوع الدرس في حياة المتعلم : وعلى سبيل المثال فإننا ندرس في العلوم ظواهر كالمطر، والبرق والرعد والخسوف والكسوف والنور والظل، وغير ذلك من أحداث كان قد عبدها الإنسان في الماضي لجهله بها، فهيا بنا نتعلمها كي لا نخشاها في المستقبل .

- ربط التعلم بالعمل : إذ أن ذلك يثير دافعية المتعلم ويحفزه على التعلم ما دام يشارك يدوياً بالنشاطات التي تؤدي إلى التعلم .

- عرض قصص هادفة : تبين ما سيترتب على إهمال الدراسة والركون إلى الجهل، ويمكن للمعلم أن يستعين بالقصص الموجودة بمكتبة المدرسة، ويستعرض القصة مع الأطفال بعد أن يكون قد كلفهم بقراءتها إن كانوا قادرين على القراءة .

- تذكير المتعلمين دائماً بأن طلب العلم فرض على كل مسلم ومسلمة، وأن الله قد فضّل العلماء على العابدين، والاستشهاد في ذلك بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.

- التقرب للمتعلمين وتحبيبهم في المعلم، فالمتعلم يحب المادة وتزداد دافعيته لتعلمها إذا أحب معلمها .

- أن يتصرف المعلم كنموذج للمتعلمين في الإقبال على المطالعة الخارجية والجلوس معهم في المكتبة، فهذا يساهم كثيراً في تنمية الميل للتعلم الذاتي لدى المتعلم .

- توظيف أساليب العرض العملي المشوقة والمثيرة للإنتباه، ومشاركة المتعلمين خلال تنفيذها، وتشجيعهم على حل ما يطرأ من مشكلات داخل الفصل بأنفسهم .

- استخدام أساليب التهيئة الحافزة عند بدء الحصة أو الخبرة مثل قصص المخترعين، والأسئلة التي تدفع إلى العصف الذهني، والعروض العملية المثيرة للدهشة .

     وفي النهاية لنلقي معاً نظرة على عمليات التعلم، يمكن أن تتضمنه من استراتيجيات محددة لتحفيز التعلم وزيادة فاعليته . وتتوزع الاستراتيجيات التحفيزية بشكل عام على العمليات التعليمية التالية : تهيئة التلاميذ، التنفيذ أو التطوير (تنفيذ أو تطوير المهارات المتجسدة في الأهداف السلوكية)،  ثم توجيه الفصل وقيادته.

المرجع : http://www.khayma.com/yousry/Motivation%20Lec%202001-2002.htm


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق